تحية من أخيكم الباحث أحمد آل الشيخ
وردني من خلال تويتر سؤال من إحدى قريباتي الكريمات عن معنى (صلى الله عليه)
وفيما يلي الجواب:
يظهر لي والله أعلم من كلام البيهقي رحمه الله الذي نقله عن الحليمي رحمه الله أن (الصلاة على فلان) هي تعظيمه وتكريمه وبذلك يكون معنى (صلى الله على محمد) هو عظم الله محمداً وكرمه. ويكون معنى (اللهم صل عليه) أي اللهم عظمه وكرمه. ويكون معنى "إن الله وملائكته يصلون على النبي يآ أيها الذين آمنوا صلوا عليه" هو (إن الله وملائكته يعظمون النبي ويكرمونه، يآ أيها الذين آمنوا عظموه وكرموه وادعوا الله أن يزيد في تعظيم نبيه وتكريمه بقولكم [اللهم صل عليه]).
والتعظيم له والتكريم يكون بلا غلو ولا ابتداع. وقد جاء في الحديث "لا تُطْروني ، كما أطْرَتِ النصارى ابنَ مريمَ ، فإنما أنا عبدُه ، فقولوا : عبدُ اللهِ ورسولُه". رواه البخاري من طريقين أحدهما عن عمر بن الخطاب والثاني عن ابن عباس رضي الله عنهم. كما رواه ابن المديني في تفسيره وابن حبان وصححوه ورواه غيرهم.
وكذلك الصلاة على آل محمد هي تعظيم وتكريم الأتقياء من أمة محمد لأن آل محمد هم كل تقي من أمته سواء كان من ذريته أم لا كما بينت في رابط أسفل هذا المقال.
كما أن كل شخص من ذرية محمد ليس من آل محمد إلا إن كان تقياً. أما آل البيت فهم من كانوا يعيشون في بيوت النبي صلى الله عليه وسلم من نسائه وبنيه وبناته. وقد ماتوا جميعاً فلم يبق من آل البيت أحد بالطبع. أما ذريتهم فلا يقال لهم بأنهم آل البيت ولكن يقال لهم بأنهم (من) آل البيت أي من ذرية آل البيت أي أنهم من ذرية بنات النبي صلى الله عليه وسلم.
وتفاصيل معنى آل محمد وآل البيت موجودة بالأدلة الشرعية الموثقة في بحث لي موجود داخل الرابط المرفق في آخر هذا المقال.
وبناء على ذلك يكون معنى قول الله للمؤمنين "هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما" هو: (هو الذي يعظمكم ويكرمكم وملائكتهُ [أيها المؤمنون] ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما) فهنيئاً للمؤمنين ذكوراً وإناثاً.
لكن من هم المؤمنون؟ ما هو تعريف المؤمنين والمؤمنات؟ قال الله "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة (((ويطيعون الله ورسوله))) أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم".
أما قول الله "وسلموا تسليماً" فالتسليم معروف وهو دعاء بالسلامة من الشرور.
وفيما يلي ما نقله البيهقي عن الحليمي حول هذا الأمر:
قال البيهقي رحمه الله في كتابه شعب الإيمان 2-219
فصل في معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والمباركة والرحمة
قال الحليمي رحمه الله أما الصلاة في اللسان فهي التعظيم وقيل الصلاة المعهودة سميت (بذلك) لما فيها من حني النبي صلى الله عليه وسلم وهو وسط الظهر (في الصلاة لله) لأن انحناء الصغير للكبير إذا رآه تعظيما منه له في العادات (قبل تحريم ذلك لغير الله) ثم سموا قراءته صلاة إذا كان المراد منه عامة ما في الصلاة من قيام وقعود وغيرهما من تعظيم الرب تعالى.
ثم توسعوا وسموا كل دعاء صلاة إذا كان الدعاء تعظيما للمدعو بالرغبة إليه والثناء .. له تعظيما للمدعو له بابتغاء ما ينبغي له من فضل الله تعالى وجميل نظره. وقيل الصلوات لله أي الأذكار التي يراد بها تعظيم المذكور (الله) والاعتراف له بجلال العبودية وعلو الرتبة كلها لله أي هو مستحقها لا يليق بأحد سواه. فإذا قلنا اللهم صل على محمد فإنما نريد به اللهم عظم محمدا في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وابقاء شريعته وفي الآخرة بتشفيعه في أمته [لكن] (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) وإجزال أجرك، ومثوبته وإبداء فضله للأولين والآخرين بالمقام المحمود وتقديمه على كافة المقربين في اليوم المشهود.
وهذه الأمور وإن كان الله تعالى قد أوجبها للنبي صلى الله عليه وسلم، كان كل شيء منها ذو درجات ومراتب. فقد يجوز إذا صلى عليه واحد من أمته فاستجيب دعاؤه فيه أن يزداد النبي بذلك الدعاء في كل شيء مما سمينا رتبة ودرجة ولقد كانت الصلاة مما يقصد بها قضاء حقه ويتقرب بإكثارها إلى الله تعالى ويدل على أن قولنا اللهم صل على محمد صلاة منا عليه لأنا لا نملك إيصال ما يعظم به أمره ويعلو به قدره إليه وإنما ذلك بيد الله تعالى فصح أن صلاتنا عليه الدعاء له بذلك وابتغاؤه من الله عز وجل. إنتهى. (شعب الإيمان 2-219)
وفيما يلي رابط بحث آخر لي ذو علاقة وثيقة بهذا البحث:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق