اللهم صلِّ على آل محمد. من هم آل محمد؟ عن النبي أنه قال: آل محمد كل تقي



فيما يلي بحث مهم جداً معزز بالأدلة الموثقة أجريته قديماً وأضفت اليوم له قليلا:

وخلاصته في الفقرتين التاليتين:

أولاً:

( أ ) - بعض الناس يتوهم أن آل محمد هم ذريته وهذا خطأ. آل محمد هم الأتقياء من أمته سواء كانوا من ذريته أم لا.

( ب ) - من لم يكن من المتقين فليس من آل محمد حتى وإن كان من ذريته.

ثانياً:

  آل البيت (أهل البيت) هم من كانوا يعيشون في بيوت النبي من المتقين من ذويه كأمهات المؤمنين وذريته رضي الله عنهم. أما ذرية النبيالذين لم يعيشوا في بيته وقت حياته كالمعاصرين فلا يصح شرعاً ولا لغة تسميتهم بآل البيت كما يجري الآن ولكن يصح أن يقال بأنهم من (ذرية) آل البيت لأنهم من ذرية بعض بناته صلى الله عليه وسلم ورضي عنهن.

لاحظوا فيما يلي أن القرآن خاطب نساء النبي بأهل البيت فقال "(يا نساء النبي) لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا. وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجهلية الأولى وأقمن الصلوة وءاتين الزكوة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس (أهل البيت) ويطهركم تطهيرا"

وفيما يلي التفاصيل مع الأدلة:

نقول في صلاتنا كل يوم: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد. فهل تعرفون من هم آل محمد؟

 قال الإمام العجلوني رحمه الله في كتاب كشف الخفاء ج: 1 ص: 17 ما يلي : 17 [ حديث ] ((( آل محمد كل تقي ))) .. قال في الاصل رواه الديلمي وتمام ... شواهده كثيرة منها ما في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم ((( إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء إنما وليي الله وصالح المؤمنين )))وقال الشيخ محمد الزرقاني في مختصر المقاصد الحسنة هو حسن لغيره انتهى.

وقال النجم وفي لفظ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من آل محمد فقال ((( كل تقي ))) قال وروي عن علي رضي الله عنه وأنه السائل ... [ و ] له شواهد قال ورأيته في بعض كتب النحو بلفظ ( آلي كل مؤمن تقي ) ويستشهد به على إضافة الآل إلى الضمير انتهى.

وقد بين السخاوي شواهده في كتابه ارتقاء الغرف وجاء في كتاب البيان والتعريف ج: 1 ص: 7 ما يلي : 3 [ حديث ] ((( آل محمد كل تقي ))) أخرجه الطبراني في الأوسط والصغير وابن لآل وتمام والعقيلي والديلمي والحاكم في تاريخه والبيهقي ...

قال شيخ مشايخنا الشيخ غرس الدين الخليلي وزاد الطبراني في روايته ثم قرأ إن أولياؤه إلا المتقون ... سببه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من آل محمد فذكره وروي أن السائل علي رضي الله عنه ورواه البيهقي عن جابر بن عبد الله من قوله.

وقال الشيخ غرس الدين لإسانيده شواهد ورواه ابن عدي الجرجاني في الكامل 7/41 فقال : أخبرنا المنجنيقي ثنا محمد بن حاتم المؤدب ثنا نعيم عن نوح بن أبى مريم عن يحيى بن سعيد عن أنس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آل محمد فقال ((( آل محمد كل تقي ))) ثم قرأ رسول الله " [ إن ] أولياؤه إلا المتقون "

وجاء في نيل الأوطار للشوكاني ج: 2 ص: 328 ما يلي: 64 لأن المراد بآله أتباعه واحتج لهذا القول بما أخرجه الطبراني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سئل عن الآل قال ((( آل محمد كل تقي ))) وروي هذا من حديث علي ومن حديث أنس.

 ويؤيد ذلك معنى الآل لغة فإنهم كما قال في القاموس أهل الرجل وأتباعه [ قلت: [ غير العاصين، وذلك لقول الله "إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح" ]

ولا ينافي هذا اقتصاره صلى الله عليه وآله وسلم على البعض منهم في بعض الحالات كما تقدم وكما في حديث مسلم في الأضحية اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد فإنه لا شك أن القرابة [ المتقون ] أخص الآل فتخصيصهم بالذكر ربما كان لمزايا لا يشاركهم فيها غيرهم كما عرفت.

 وتسميتهم بالأمة لا ينافي تسميتهم بالآل وعطف التفسير شائع ذائع كتابا وسنة ولغة.

وجاء في بحث للشيخ عثمان الخميس أن عدداً من علماء السلف قالوا بأن آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم جميع أمة الاستجابة [ لله بفعل أوامره واجتناب منهياته ] وهذا يعني أن كل مسلم [ لله بفعل أوامره واجتناب منهياته ] يعتبر من آل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أي من أتباعه.

فآل الرجل أتباعه، فكل من تبع رجلا صار من آله . كما قال الله تبارك وتعالى "أدخلوا آل فرعون أشد العذاب" غافر 46. أي فرعون ومن تبعه على دينه وكفره والعياذ بالله،

ولذلك لما جاء أبرهة الحبشي ليهدم الكعبة قال عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبياتا من الشعر منها:

لا هُمَّ إن العبد يمنع رَحْ .. لَهُ فامنع رِحالك

لا يَغْلِبَنَّ صليبُهم ومِحا ..  لُهم غدواً مِحالك

وانصر على آل الصَّلي .. بِ وعابديه اليوم آلك

قال الباحث أحمد آل الشيخ (ويبدو من آخر كلمة أن عبد الملطلب كان يزعم (كاذباً) أن مشركي قريش حينها كانوا من آل الله جل وعلا أي من أتباع الله أي أتباع تعاليمه لذلك قال واصافاً قومه [آلك]).

ولا يتوهمن أحد بأن دعاء عبد الملطلب قد أجيب له وتقبل منه. بل لعل الله أهلك أصحاب الفيل لا من أجل بنيان الكعبة فحسب، فالبنيان يمكن أن يعاد من جديد. بل لعل الله أهلكهم لسبب أهم بكثير وهو أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم كان عام الفيل فحمى الله نبيه من أصحاب الفيل وأهلكم. وأنزل الله على نبيه منذراً كفار قريش ومذكراً ومطمئناً نبيه بأن له ربا يحميه فقال "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل. ألم يجعل كيدهم في تضليل. وأرسل عليهم طيراً أبابيل. ترميهم بحجارة من سجيل. فجعلهم كعصف مأكول").

عن النبي أنه قال "وإنما أوليائي المتقون " . (حديث رقم 4242) من سنن أبي داود وهو صحيح. وثبت في الصحيحين عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جهاراً من غير سر (( إن آل فلان ليسوا لي بأولياء ــ يعني طائفة من أقاربه ــ إنما وليي الله وصالح المؤمنين )).

وهذا موافق لقوله تعالى (( فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين)) الآية قال الشيخ المفسر نصر بن محمد أبو الليث السمرقندي في تفسير السمرقندي ( 1/78 ) (قال بعض أهل اللغة آل الرجل أتباع الرجل قريبه كان أو غيره) ولا ننسى قول الله " وإذ نادى نوح ((( ابنه ))) " وقوله عن ((( ابنه ))) بأنه ليس من أهله ، مع أنه وصفه قبل قليل بأنه ابنه ويؤكد كل هذا إن شاء الله قول الله "إن أكرمكم عند الله أتقاكم".

وينبغي التنبه إلى أن هناك فرقاً بين آل الرجل وبين آل بيت الرجل وأن [ (( آل )) ( الأنبياء ) هم المتقون من أهليهم وأممهم ] وأن [ (( آل بيت )) ( الأنبياء ) هم المتقون من أهليهم الساكنين معهم في بيوتهم وقت حياتهم]. والله أعلم.

 أما غير المتقين فليسوا بأهل ولا آل للأنبياء. قال الله "إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح" والخلاصة : أن كل تقي من أمة النبي محمد هم آل محمد سواء كانوا من ذريته أم لم يكونوا وأن غير الأتقياء من ذريته ليسوا من آل محمد.


معنى صلى الله على فلان

ليست هناك تعليقات: