تخيلوا، مدرسة جميلة جداً تدخل على بعض الطلاب في نجد، فماذا حدث؟!

تخيلوا،

مدرسة جميلة جداً دخلت على مجموعة من الطلاب فجأة في إحدى المدارس بمنطقة نجد وقالت لهم:

خذوا نفساً عميقاً وركزوا:

من أهم شروط الحديث الصحيح المتفق عليها أن لا يكون الحديث شاذاً.

أ. [ أي أن لا يكون مخالفاً مخالفة حقيقية لحديث أصح منه ]. 

ب. [ وأن لا يكون مخالفاً مخالفة حقيقية لآية محكمة من القرآن ]. 

(الآية المحكمة هي الآية غير المنسوخة).

فنظر إليها سنتوح مستغرباً.

ونظرت إليه وقالت. يا سنتوح:

1. الروايات التي تخالف روايات أقوى منها مخالفة حقيقية هي روايات شاذة ضعيفة حتى ولو كان ظاهر أسانيدها الصحة اصطلاحا.

2. أما الروايات التي تخالف آية محكمة من القرآن مخالفة حقيقية فهي روايات موضوعة أو باطلة حتماً ولم تصدر من النبي صلى الله عليه وسلم بلا شك ولا ريب حتى ولو رواها وصححها البخاري ومسلم وغيرهما. فهم بشر غير معصومين يصيبون ويخطئون ولا يجوز الغلو فيهم ولا في غيرهم ولا تقديم أقوالهم على أي آية محكمة من القرآن إذ أن تعمد هذا يعد كفراً صريحاً والعياذ بالله.

ثم التفتت إلى مسّي وهي تبتسم وقالت:

فلو جاءت روايات تقول بأن من لا يشرك لا يعذب [ولا تخبرهم فيتلكوا]! :-)، أو من [فعل كذا أو قال كذا فلا عذاب عليه]!، أو من [فعل كذا أو قال كذا دخل الجنة]!، أو غيرها من الروايات، فلا شك أنها روايات موضوعة أو باطلة ليس لمخالفتها أحاديثاً صحيحة كثيرة تتوعد العصاة بالعذاب فحسب، بل أيضاً لمخالفتها آيات محكمات كثيرات تتوعد العصاة بالعذاب. ومن قدم روايات البشر على آيات القرآن المحكمات فقد ابتدع وكفر.

فالتفتت إلى رونالدو وهو خائف ثم قالت:

"قالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون". يفترون من الروايات الباطلة.

"ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا". كيف يفكر أحد في أي معصية مجرد تفكير بعد هذه الآية؟!

فأغمي على رونالدو وأسعفه هيغواين فاستيقظ :-)

ثم نظرت إلى إبرا وسألته:

أليس إبليس صافي العقيدة؟ أليس إبليس يعتقد جازماً بعقيدة التوحيد وأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن الرسل رسل الله وأن الملائكة حق وأن الجنة حق وأن النار حق وأن اليوم الآخر حق ويعتقد بألوهية الله وربوبيته وأسمائه وصفاته؟ ..الخ. وأليس يعتقد جازماً ببطلان دعوات الطواغيت التي تعبد من دون الله؟ أكاد أجزم بأن إبليس أصفى عقيدة من بعض أدعياء السلفية :-).

فهل كفاه هذا للنجاة من الهلاك؟ الجواب بالطبع هو لا. فما الذي أهلك إبليس إذن؟! أهلكه أنه تعمد فعل المعصية من غير اضطرار باحثاً لها عن مبررات وأعذار ولم يسارع للتوبة النصوح والتقوى والاستغفار.

كما أن أصحاب السبت أهلكوا وصاروا قردة خاسئين بسبب معصية واحدة فقط. فلا تستهن بأي معصية أياً كانت إذ يمكن أن تكون سبباً لهلاكك في الدارين عياذا بالله.

ثم نظرت إلى الطلاب بابتسامة عريضة وقالت: الآن هيا بنا لساحة الروضة من أجل اللعب. فانطلق طلاب الروضة فرحين وقد أطلق بعضهم على بعض أسماء مسّي ورونالدو وإبرا وغيرها لأنهم يجيدون لعب الكرة ؛-).

وكان كلامها لهم مجرد استعداد لمحاضرة ستلقيها على طالبات الجامعة مساء ذلك اليوم.

أنا قلت في البداية تخيلوا :-). وأحببت عرض هذه المعلومات بهذه الطريقة للترفيه وتيسير وصول المعلومة.

كتب هذه القصة العلمية القصيرة
المحدث أحمد آل الشيخ
زاده الله، في الدارين، من فضله