رد مختصر يتعلق ببيان بطلان حديث سحر النبي


فيما يلي رد كتبته قبل بضعة أيام في المكان المخصص للردود تحت مقال يزعم أن النبي قد سحر ولكن الموقع لم ينشر ردي إلى الآن:

هذا الحشو والكلام على كثرته يخلو من الدقة العلمية الحديثية ولا يثبت أبداً صحة حديث (سحر النبي) ولا يزيل نقض آيات القرآن النافية حتى لمجرد احتمال وقوع (سحر النبي).

1. الحديث الذي يزعم أن النبي قد سُحر لا يصح لعلل قادحة منها مخالفته للنفى المؤكد حتى لاحتمال أن يسحر النبي في الآيات 47و48 الإسراء و8و9 الفرقان. 

2. توثيق الراوي هشام لا يعني تصحيح الأحاديث التي رواها بالعنعنة كما فعل هنا. فالمدلس لا تقبل عنعنته حتى وإن كان ثقة. ولكن يبدو أن كاتب هذا المقال ليس راسخا في الحديث وعلومه.

3. السند الآخر الذي ذكره صاحب هذا المقال فيه الأعمش وهو مدلس أيضاً وروى الحديث بالعنعنة.

4. الأسانيد ورواية الشيخين وغيرهما ليست برهاناً على صحة أي حديث طالماً أن متنه معلول بعلل قادحة حديثياً مثل هذا المتن المخالف مخالفة حقيقية لمحكم القرآن الذي نفى حتى مجرد احتمال إمكانية (سحر النبي).

5. جزم ببطلانه بعض أئمة السلف مثل الإمام أبو بكر الجصاص رحمه ربي كما بين بطلانه سندا ومتنا عدد من المتخصصين في الحديث كالشيخ أ. د. مسفر الدميني.

6. الأنبياء والأتقياء لا يصيبهم السحر أبداً إن شاء الله. فقد قال الله عن الشيطان: "إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون".

7. أما الخداع البصري الذي يستخدم الفراغ بين التقي وبين الشيء المرئي فليس سحراً يصيب التقي وإنما يخدع بصره باستغلال الفراغ بين بصره وبين الشيء المرئي دون سحر لذات التقي أو بصره مثل آية موسى: "يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى". فموسى لم يسحر ولكن الفراغ الذي أمام عينه تغير شكله فخيل إليه أن عصيهم تسعى.

8. السحرة والشياطين يخافون من الأتقياء المؤمنين. ولو كان الساحر وسحره وشياطينه أقوى من الأتقياء لما استطاع الأتقياء القبض على السحرة ومعاقبتهم.