بيان ضعف حديث (مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله)

قال الله جل وعلا "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير".
 

لم يقل الله جل وعلا في الآية بأنه لا يعلم ما في الأرحام إلا هو ولكنه قال فيها "ويعلم ما في الأرحام" وهذا في حد ذاته لا ينفي عن غيره علم شيء مما في بعض الأرحام.

كما أن الله جل وعلا لم يقل بأنه لا يعلم وقت نزول الغيث إلا هو ولكنه قال "وينزل الغيث". وليس في هذا نفي عن غيره إمكانية علم أو توقع نزول الغيث في زمن ما.

أما حديث (مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله) فحديث ضعيف لعلل قادحة منها أنه غريب الإسناد لأن مداره عند البخاري وغيره على الراوي التابعي عبد الله بن دينار مولى ابن عمر. فهو إسناد ضعيف بالغرابة حتى لو افترضنا أن ابن دينار كان متفقاً على توثيقه فكيف وهو مدرج ضمن الضعفاء في كتاب الضعفاء الكبير 2-247 للعقيلي رحمه الله؟! لا شك أن هذا يزيد ضعف إسناده ضعفا.

والمقصود بالغرابة هنا الغرابة الإصطلاحية فالحديث الغريب في مصطلح الحديث هو الحديث الذي لم يروه في إحدى طبقات السند على الأقل إلا راو واحد فقط.

والحديث الغريب لا يجوز الاحتجاج به ولا الاستدلال به ويجب التحذير منه كما فعل أئمة السلف الصالح بآخر مقال بهذا الرابط: http://www.ibnamin.com/daef.htm


كتبه الباحث أحمد آل الشيخ

والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات: